في سابقة خطيرة وتواطؤ كامل مع سلطات الاحتلال، وتمامًا كما يفعل المستوطنون، نزل أمس الأحد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون تحت المسجد الأقصى وتجوّل في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، برفقة السفير الأمريكي لدى اسرائيل دافيد فريدمان، وسط حماية مشددة من جنود الاحتلال.
وهذا هو أول مسؤول من الإدارة الأمريكية يقوم بالتجوّل في الأنفاق تحت المسجد الأقصى. فحتى الآن امتنع أي من المسؤولين الأمريكيين بزيارات من هذا النوع والتي تنتهك الأعراف الدولية، وتضرب بعرض الحائط الموقف الأمريكي المضلل حتى الآن بالنسبة للقدس الشرقية.
يذكر أن الإدارة الأمريكية قامت بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس في 14 أيار/ مايو المنصرم.
واعتبرت الحكومة الفلسطينية على لسان الناطق بلسانها يوسف المحمود أن جولة بولتون “جزء من الاعتداءات الإسرائيلية، ومحاكاة لاقتحامات المستوطنين”.
وقال المحمود في بيان الاثنين إن “اقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك ونزول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون تحت المسجد الأقصى وتجوله في البلدة القديمة من عاصمتنا المحتلة يعتبر جزء من اعتداءات الاحتلال ومحاكاة لاقتحامات واعتداءات المستوطنين”.
وأضاف المحمود أن “بولتون أراد من اقتحامه أن يقدم دعماً للاحتلال والعدوان على القدس والمسجد الأقصى وعلى الشعب العربي الفلسطيني وقيادته باسم إدارة ترامب المتطرفة”. وأوضح المحمود أن “تلك الاقتحامات والتحركات السوداء تحدث في ظل استمرار الاحتلال على ارضنا وبلادنا وفي القلب منها مدينة القدس العربية بما تضم من مقدسات إسلامية ومسيحية، وان تلك التحركات لا تترك أي اثر سوى أنها تزيد الصورة وضوحاً بوجود الاحتلال وعدوانه وتذكّر باستباحته أراضي الغير والتسلط على الشعوب وإثارة الفوضى والتوتر والعنف”.
وطالب المتحدث الرسمي العالم “بإدانة ما أقدم عليه بولتون وإدارته والتحرك من اجل وقف اعتداءات الاحتلال وتطبيق القوانين الدولية التي تقضي بإزالة الاحتلال عن البلاد وترسيخ أسس السلام الشامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية المحتلة على حدود عام 67”.
يذكر أن وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل دخل صباح اليوم الاثنين بصحبة عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى وأخذوا جولات في المكان برفقة جنود الاحتلال.
وكان يوم أمس قد أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية في اسرائيل دافيد فريدمان خلال مؤتمر صحافي مع بولتون أن "صفقة القرن" التي تحدّث عنها الرئيس الأمريكي ترامب لن تُعرض قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وذلك خلال زيارة بولتون الى إسرائيل التي سيطلع خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي على الخطة الأمريكية لسحب قواتها من شمال شرق سوريا.
وتسعى صفقة القرن الى إرساء سلام شامل بين اسرائيل والدول العربية وأن تفرض الرؤية الأمريكية للسلام على القيادة الفلسطينية. وحتى الآن لم تكشف الادارة الأمريكية عن أي من معالم صفقة القرن، ولكن يبدو أنها تشمل تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية، على حساب تصفية القضية الفلسطينية.
(تصوير: زيف سوكولوف / السفارة الأمريكية)